روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | الحرية في الإسلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > الحرية في الإسلام


  الحرية في الإسلام
     عدد مرات المشاهدة: 2505        عدد مرات الإرسال: 0

جعل الله الإنسان كائنا مكلفا ومسئولا عن عمارة الأرض، وبناء الحضارة الإنسانية، وليست هناك مسئولية دون حرية، حتى في قضية الإيمان والكفر، التي جعلها الله مرتبطة بمشيئة الإنسان، {... فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن ومَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... } [الكهف:29].

[] العبودية لله وحده:

لقد أبطل الإسلام إستعباد الإنسان لأخيه الإنسان، فلا عبودية إلا لله الحق، فالناس سواسية لا يتفاضلون إلا بالتقوى، فكان الإسلام أول نظام يمنح الإنسان حريته، بصرف النظر عن جنسه ولونه ومعتقده، وهذه الحرية التي أقرها الإسلام ومنحها للناس جميعا، حرية الإنطلاق المشروع في الرأي والإعتقاد، وفي القول وفي الفعل، وفي الإتصال بالغير، وهي بذلك تمكن الإنسان من العيش والمعايشة بإرادته، دون أن يكون مقهورا أو مظلوما، أو واقعا تحت ضغط غير مشروع.

وضمن الإسلام للإنسان حرية التعبير، وحرر عقله من الأوهام والخرافات، والوقوع في أسر التقليد الأعمى.

فقد جاء الإسلام، فأقر الحرية في زمن كان الناس فيه مستعبدين، فكريا وسياسيا وإجتماعيا ودينيا، فلما ظهر الإسلام أقر حرية الإعتقاد وحرية الفكر وحرية النقد، وجاء عن عمر بن الخطاب أنه قال في الحرية: متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، وقال على بن أبي طالب، في وصية له: لا تكن عبد غيرك، وقد خلقك الله حرا.

فالأصل في الناس أنهم أحرار بحكم خلق الله، فقد قال الله تعالى في كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].

[] الحرية لها ضوابط:

الحرية لا تجعل الإنسان عبدا لهواه، تستعبده اللذة، يجري تحت إرادتها، أينما توجهه سار خلفها، إنما الحرية معناها تمام العبودية، وألا يستعبدك أحد أو شيء سوى الله رب العالمين، فلا يستعبدك الأشخاص ولا تستعبدك اللذات والشهوات.

وللحرية ضوابط، تستقيم بها حياة الفرد والمجتمع، وهي ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام، وتقويض أركانه، وألا تفوت حقوقا أهم منها، وألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.

ومن هنا يتضح لنا أن الإسلام كرم الناس، ومنحه حريته، ورفع من شأنه، فلا ذل ولا خضوع للبشر، ولا للشهوة، ودعاه أن يستعمل حريته في إطار كريم فلا يؤذي نفسه، ولا يؤذي الآخرين، وأن تكون عبوديته لله الحق الذي خلقه وكرمه، وأعطاه من النعم ما لا تعد ولا تحصى.

الكاتب: عيد صلاح.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.